الموت والحياه.

الموت والحياه.

سؤال ربما تجنبته لسنوات من عمري، لكن كلما كبر عمرنا سنة، كلما تقربنا أكثر واكثر مع هذا السؤال.

عندما كنا في المرحلة الابتدائية، ربما لم نسمع عن الموت كثيرا.

وكلمة كبرنا عاما، كلما إزداد وعينا إنه يوجد "موت"، 

كحقيقة حياتية!

لا يمكن تجنبها!

في المرحلة الجامعية، مات أكثر من زميل لي.

منهم واحد إلى هذا اليوم مازلت أذكره كثيرا.

ومات جدي وأنا في العام الثاني من الكلية.

وهكذا هي الحياة، كلما كبرنا عام، اقتربنا من الموت وفهم الموت.

مات جار لنا، ولم يشعر أحد، لمدة عدة أيام،

كنت في منزل جدتي يوم الخميس، مستغربا عن رائحة السمك البشعة العفونة، مستغربا جدا من مصدرها.

وجاء يوم السبت، تساءلت السيدة التي تساعد جدتي في التنظيف عن إنه ربما تكون الرائحة من شقة جارنا..

واتصلت جدتي به فلم يجب، أتصلت باخته، فجاءت بالبوليس، لنجد جارنا ميتا من عدة أيام.

العجيب هي الرائحة، الرائحة قوية جدا، لدرجة أنك تستطيع أن تشمها من بعيد جدا. الأعجب هي بشاعة الرائحة!!

كنت أفكر مع نفسي على البحر، في الموت، وكان أمامي ولد صغير جدا، لا يزيد عمره عن ستة أعوام.

إبتسامته وهو يلعب في رمل البحر، تجعل الكون كله يبتسم، يحلم بقلعة رملية، يتمنى أن يكون المصمم والباني.

يعمل بكل جدية في بناء قلعة وهمية رملية، إلى أن يرتفع الموج ويبتلع جزء من حلمه، فما كان من الولد إلا أن يقرر أن يعاقب تلك الموجة الشريرة، عن طريق إلقاء حفنة من الرمل عليها، ليضرب بها الموجة وهي تنحصر سريعا.

لم يفقد هذا الولد ابتسامته الجميلة جدا. ربما لتصوره إن دوام الحال من المحال، أو ربما ظن إن لربما خسر جولة، لكنه لم يخسر بعد الحرب.

تأملت ذاك الولد، وأضاف بسمة صافية على وجهي، وانا أتأمل بساطته وابتسامته.

وتذكرت للتو جار جدتي المتوفى!

وهذا هو الاستنتاج الذي استنتجته، إن الحياه هي الأصل، والموت هو حادث عرضي في الحياة.

رأيت الموت، كعلامة تدل على الحياة.

والحياة هو حدث يومي، في حياة الفرد، بينما الموت هو حدث.

Life is a daily process while death is an event.

This event is an event which is scheduled, and planned.

ستقول، لا يوجد من يعرف متى سيموت، نعم صحيح، لكنك تعرف إنك ستموت.

لكن في رأيي الشخصي، الأهم أن تعرف إنك حي...

فكر في الحياة