Friday, September 12

اتبعني

ما يجعل الفشل مؤلم أكثر، هو أن تجد صديقك لا ينجح فقط بل يتميز جدا في نفس الإمتحان الذي مررت به و فشلت تماما به. 
ظننت في نفسي إنني أعرف، ظننت إني فهمت، و ظننت إني قادر. 
وظهرت النتيجة بمجرد دخولي الإمتحان.
إني فاشل تماما.
أجلس الآن عالما بمدي كذبي على نفسي. 
أخاف من أن أيأس. لكنني موقن في نفسي إن فشلي لم يكن نتيجة الظروف. 
أنا فشلت قبل الظروف، بل أنا من صلى صلاه داخلية آملا أن تفشل الظروف. فاستجاب لي و أفشل الظروف.

أشكر الله الذي أعرفه، الذي يستجيب لصلواتنا الداخلية.
بالرغم من حزني على فشلي. 
لكن الآن تعلمت في ضعفي و كذبي و فشلي إن الله حقا يستجيب لصلوات أعماق قلوبنا. 
لا يستهن أبدا بطلباتنا. 
و لا يدفعنا إلى أي شئ،
 إنه الحنون الذي يحتملني إلى أقصى  حدود، الذي يحترم حريتي و رغبتي. 

في الوقت الذي ظننت فيه إني مستعد أن أتبع، سألني، "اتبعني."
قلت له، "نعم يا سيد أتبعك."
و عندما أدار وجهه ليمضي سعيدا بردي،  واثقا في؛ قلت، "لكن ائذن لي أولا..."

أه، لم ينتظرني، كنت بطيئا جدا. 
مضى !

كنت قد قلت له قبلا أتبعك أينما تمضي. 
قلت له قبلا مستعد أن أترك كل شئ و أتبعك.

لا لم يحاربني الشيطان. 
لم يكن الشيطان موجود، كانت نعمة الله مهيمنة على الموقف.
لم يكن في المشهد أحد إلا أنا و هو. 

لم يكن صديقي معي حين تكلم معي. 
فحكيت لصديقي و قلت له، "لقد تحدثت معه، فقال لي اتبعني."
فسألني صديقي، هل ستتبعه.
قلت نعم، و لكن أولا سافعل كذا و كذا.

قال لي سآتي معك لأتبعه أنا أيضا. 
و لم يفكر ثانية و لم يتردد. 
و تبعه بثقة!
أما أنا فلم أتبع.

صديقي، كم أنا فرح بإيمانك و طيبتك. 
كم في قلبي أغير منك في الحسنى. 
كم أندم  إني لم أتعلم منك. 
سامحني، إن كنت في جهل ظننت إني أعرف كيف أنصحك. 
فانا من محتاج لنصيحتك، و محتاج إلى صلاتك لي. 

حين أكتب أنا هذه الأسطر، يمضي صديقي متبعا.
بينما أنا أجلس. 
متجاهل المشكلة. 
denial
أقول كبطرس.
أنا ماضي لاتصيد..

أنا أبكي عالما إنه إن سألني، أتحبني. ربما أصمت، أو ربما أجاوبه كما أجابه بطرس. 

"يا رب لم أتبعك كما أنت ظننت بي،
 و لم أؤمن بك، كما يليق بك،
 و لم أنتظر كما أمرتني،
 و لم أشجع إخوتي كما توقعت مني. 
لكن يا سيد أنت تعرف كل شئ. 
و أكيد أنت تعرف إني أحبك."


"فحزن بطرس لانه قال له ثالثة اتحبني
 فقال له يا رب انت تعلم كل شيء.
انت تعرف اني احبك.
قال له يسوع ارع غنمي"
يوحنا ١٧ : ٢١


No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');