Wednesday, January 20

قصاصات ورق

قصاصات ورق، وجدتها، أنقلها عليكم كما وجدتها.

القصاصة الأولي:
لم أتبين عمرها، إنها من النوع الموجود منذ مئات الأعوام، مسجل فيها حادثة قتل:

القتيل، شاب، أسمر الوجه، أخضر العود، أحمر الدم.
وجد مقتول وحيدا، بطعنة في القلب. نزف بسيط مستمر، عدة أعوام.
القاتل، فتاة، في عذوبة نهر. نظرت له بعينيها، فاستسلم لجمالهما.
الشهود أكدوا الحادث، 
فقد أطالت النظر لعينيه، 
ثم لمسته بيدها، فظن أنها لمسة حياة.
بدأ يحلم، وتشبث بالحلم،
أنتظر أن توقفه، لكنها تركته لحلمه،
أعجبها حبه، أعجبها حمرة دمه، وفتنها استمرار نزفه،
رأت في عينه حماس، غير مبرر.
تركته ولم توقف نزفه.
أعجبها مشهد بياض قلبه، مطعم بنقطة حمراء قانية، نقطة في مكان الطعنة.
كلما مسح الدم تجدد، جرح لا يلتئم،
القاضي سألها، "ألم تشفقي؟"
لم تجبه، بل كانت على عينيها دمعة رقيقة جدا تكاد تنزل.
 ثم نظرت إليه،
تحنن القاضي، وحكم ببراءتها، تحت بند "القتل الخطأ"،
وبعد المحكمة شعر بوخز في قلبه، تأكد أن هذا الوخز حدث حينما نظر إلى عينيها،
نظر إلى صدره، ليجد نقطة دم صغيرة، وأدرك إنه طعن كما طعن الشاب،
لم يصرخ القاضي من الألم،
 بل أستسلم للألم،
 كان ألما لذيذا، وأستسلم لحقيقة أنه ميت
... ولو بعد حين.

قصاصة ٢ (خطاب من سيدة لزوجها مترخ بمارس ١٨٧٨.)
عزيزي وحبيبي،
زوجي، وأبو إبني،
عشيقي.
مر أكثر من عامين منذ أخر مرة رأيتك، أفتقد لمستك، وحزن عينيك، أفتقد صوتك، أفتقد قوة يديك وهما يضماني،
إبنك الآن يقف على قدميه، ويحاول السير، مستعينا بي،
لا يتركني لأستريح، كلما جلست، ناداني لأحمله، أو ألعب معه.
حزينة جدا إنك لم تره إلى الآن،
فقد حملت به في أخر زيارة لك، ما زلت أتذكر هذا اليوم، وانت تحتضني، وكأنك تعلم إنك تركته في داخلي،
كم أود أن تكون معي الآن لتفرح به معي،
كم أود أن أراك وانت تحمله، أتخيلك وانت تضمه، لطالما كلمتني عن إشتياقك أن يكون لك أبن،
الكل يؤكد إنه يشبهك كثيرا، أنظر اليه، فاتخيلك وانت صغيرا،
كم كنت جميلا يا حبيبي، 
أحسد كل من رآك وانت صغير، أشعر بأني كنت أود أن أحتضنك من صغرك،
كلما رأتني أختك الكبرى مع ابننا، تحكي لي عنك في طفولتك،
احزن مرتين، 
بأني لم أكن حولك وأنت صغيرا، وأنك لست موجودا الان مع أبنك.
أتمنى أن أراك، أنت قد وعدتني، بأنك لن تطيل غيابك، وها العامين قد قاربا على الإنتهاء.
أتوسل إليك، بابنك، أن تأتي قريبا.
زوجتك، أم أبنك.

قصاصة ٣، خواطر شاب، 

 صدقوني نفسي اعرف اعبر عن مشاعري تجاه الانسان
انا اعشق الانسان، كل البشر. 
الطيب والشرير، الضعيف والقوي، اللذيذ والغلس،
الانسان ، ككيان
 شقين
شق إلهي، من روح الله،
شق إنساني من تراب، 
مخلوق من نفخة الهية ، تلامس الهي،
فتجده دائما يشتاق إلى خالقه.
لكنه موضوع في إناء حيواني
ضعيف، 
يتكون من ضعف و حيرة و تعب و لغبطة!
الأنسان
  في حيرة من أمره، 
تجده تارة أختبر الأصل الالهي، في مساعدة الآخرين.
في وقت يجلس فيه مع نفسه، متأملا سماء صافية، أو شروق شمس.
فيدرك حقيقة انه ليس من هنا.
وفي أوقات أخرى يختبر جزئه الترابي،
ويختبر الوحشية و الهمجية الحيوانية، 
متمثلة في رغبة حقيرة، او غضب غير مبرر، او انتقام.
وما بين المشاعر المتضاربة، يعيش كل البشر،
وما بين السماء والأرض ، الواحد عايش .

رسالة نصية من صديق:
نعم متألم إن كنت تسأل ولكن سعيد بهذا الألم، 
فقط محتاج أن أبكي، 
إلى الآن لم تنزل دمعة من عيني بعد،
لكني منتظر أن أبكي!
وعندما تنزل دمعي، أعلم إني تحررت من الألم.




No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');