Monday, March 30

موضوع واحد فقط.

فتاة، 
كأجمل الثمار قبل نضوجها، 
وكأعذب الماء،لكن في بئر غويط. 
كطفل محتفلا بشهره السابع داخل رحم أمه. 
كغيمة صيف تمضي بعيدة عنك، في حر شهر أغسطس.
كرحمة لم تعطى لشخص مظلوم، والكل يعلم أنه مظلوم، ولكن لإستسهال الظلم.



سألني، وظننت إني عندي رد! 
سكت ونظرت متذكرا، "لم يلتفت إلى حين كان راحلا، كأنه ترك كلب لا  يستسيغه."
- لماذا هذا ضايقك؟
"أعلم أنه يجب علي أن أكون سعيدا، فالسعادة لا تكون مع شخص يستسهل الرحيل والمقاطعة."
- هل تغدو هذا على العشق والهيام!
"لا صدقني، بل أغدوه كحلم من الأحلام المحطمة، ووجع الأوهام المنهارة، حين سطوع ضوء عليها."
- لماذا تركتك، 
"لم ترى فيا رجلا تثق فيه وتعتمد عليه."
- هل هذا ما ألمك؟
"بالطبع! فمن منا رجلا يقبل أن يرى كأنه ضعيف وغير قادر، حتى وإن كانت هذه هي الحقيقة!"
- هل كانت هذه هي الحقيقة؟
"لا أعلم، ربما."


قلب ضيق، يضيق عما فيه، اتساعه لا يسع إلا نفسه.
عين أغلقت، وأذن لا تسمع. 
يتجلى الورد أمامها، فتتثائب.
أقترب منها الأليف الوفي، فتودد لها، وتوسم فيهما رحمة متوقعة من جمال عيناها الزرقاوين..
بعد يومين أدرك، خلو الإناء من الرحمة، 
فابتعد حزينا، ململما حسرته، وأخفي ضيقه منها، عن طريق حشرجة صوت، أقرب من النباح، يصدرها في كل مرة تقترب إليه.


قال لها صديق لها، "طوبى للرحماء، لأنهم يرحمون."
تمتمت بصوت خافت، وأغمضت عينيها متأملة. وبسمة حانية ارتسمت على شفتيها المطبقتين.
وانتظرنا أن ينضح الكأس رحمة كالجمال كالظاهر عليها. 
ولم ينضح. 


"يا الله، ماذا أنت فاعل؟
هذا إناء رائع، هذا ما له؟"
- لا تسأل، إن كنت أريد أن أفعل به ما شئت، فهل من معترض!
"يا سيد، إن أعطيتني نعمة أظن إنه يمكنني أن أجعل هذا أجمل إناء في الكون"
- عجيب أمرك، ألا ترى الخشبة في عينيك؟ ألا ترى ما بك؟ أأرفع عنك ستري لثواني؟
"يا سيد أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحق أن أدعي إبنك."
- لا تدعي التواضع، فشر قلبك ظاهر أمامي، ولكن أعلم إنك تحبني. 
"أعني يا سيد على خلاص نفسي. إرحمني لأني ضعيف، واشفني، لأني إلى الآن مازلت أشتهي أن أملأ بطني من ألخرنوب."


- لا أعلم لماذا أنا حزينة؟
"لماذا أنت حزينة؟"
- ممم، أعتقد إنه بسبب أفكاري.
"إذا إفتحي لي الباب، سأدخل لأساعدك."
- لا، لا أعتقد. 
"هل تظنين إنه بإمكاني مساعدتك."
- نعم، ولكنك لن تدخل. 


في سفر حجي يقول الرب، " اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ."
يقول الله، "هل سألتموني ماذا أريد، أم أنكم تصورتم إنكم تعرفون ماذا أريد!"
" اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ."


عزيزي، 
فرحت برسالتك، وأود أن أرد عليك، 
أشكرك لانك تذكرني، 
أعتبر ما فعلته غير مضبوط، خارج عن قلب غير منضبط، ونفس أمارة بالسوء.
 ولكن متأكد إنه سيرحمني، لقد رحمني عشرات المرات، وها أنا أستند على رحمته، 
يقول الكاهن في تحليل الكهنة، "لا تدع العدو الشيطان يطغينا بوسع الأمل.
بل نبه عقولنا، وأيقظ قلوبنا من نوم الغفلة
وتسويف العمر باطلا."
فإلى هذه اللحظة، أثق تماما في الرجاء المبني على رحمته. 
أتمنى ألا تنظر إلي كمن أخطأ، مستحق للعقاب، بل كمن هو مريض ومازال لا يشعر بمرضه.
نعم، أنا متألم، كمثل ألم شخص مرض ولم يكتشف بعد عطبه، ظنا إنه لو تناسى الألم سيتوقف.
وإلى أنا ألقاك، دمت بكل ود وحب. 
أخيك في الإنسانية.  




الألم
ما هو الألم؟
كعطية ، وكعقاب.
الألم هو مؤشر للحياه!
فمن مات لا يشعر بعد  بالألم.
ألمتحسرون يشجعهم، على الحسرة.
والبلداء لا يشعرون به!
المتكبرون يتعالون، إنهم لا يتألمون.
أما المتأملون فيدركون دوره في الحياة وفي الحيرة.

الألم حقيقة حياتية!
يدركها الطفل الصغير،
حين ينبت له أول سن. يبكي من الألم.
يدرك قبل أن يدرك إن الألم علامة من علامات النمو.
يبكي كثيرا كلما تألم،
ويبكي أقل كلما كبر.
فمثلا حين يكون طفلا يكون ملتصقا بأمه.
وحين يكبر يجبرونه على ترك أمه، فيبكي في أول يوم مدرسة!
أهله هددوه بالألم إن أخطأ.
يكتسب مهارة أن يخفي ضيقه وألمه..
وتمضي به الحياة، من ألم إلى ألم،
إلى أن يصل لمرحلة، لا يعترف بالألم.



سيدة توفى زوجها بعد أن أنجبت ولد وبنت.
ارتضت بأمرها، عالمة إنه لا يوجد شئ من الممكن أن تفعله.
احتفلت بعيد الأم، في الكنيسة.
يحتفلون بالأمهات في ذلك اليوم
ورجعت منزلها، مع ولديها،
حدثت مظاهرات،
وتم ألقاء عبوة حارقة، داخل الميني باص.
قفز الولد ذو العشرة أعوام من المركبة المحترقة.
ولم تستطع الأم أن تقفز، ولا الفتاة الصغيرة ذو ال٦ أعوام.
أحترق وجه الأم حروق بسيطة.
ولكن الفتاة فقدت معظم وجهها، ومازالت تضع الشاش على وجهها الغض،
وجهها الذي لم يرى الحياة بعد
ولم يلفح بالشمس بعد. ليكتسب اللون الخمري المصري.
لكنها بخير، أقنعها الشباب بالذهاب إسبوعيا إلى الكنيسة
كما كانت تفعل قبلا.
لكنهم فوجئوا أن باقي الأطفال يخافون، من ذي الوجه الملفوف بالشاش..
سألني شاب، "لماذا؟"
قلت له، "الله لا يتدخل في حرية البشر."
لم يبدو عليه الاقتناع، ولم يبد علي الثقة.
وينتهى الاتصال التليفوني، ببنته تبكي، وذهب لكي يراها.



صديقي،
شخص جميل، راقي الطباع،
جميل الوجه، ذكي جدا.
صديقيموهوب جدا.
مليء بالقدرات، عازف فنان،
شاعر، وذي صوت جميل،
صديقي واسع الأفق.
محب الإطلاع وشخصية قيادية،
محبوب . كل من تعامل معه يحبه .
إنه صديقي!
أفخر بصداقته،
ولكن... تبقى الصداقة، ويبقى الاختلاف.


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هذا موضوع واحد.
يوجد خط واحد يجمعهم.


No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');