الرقصة الأولى

بكت وهي تحتضنه،

أغمض عينيه،

رأيت دمعته، 

لم يكن يصدق نفسه 

هل حقا يرقص رقصته الأولي معها، كم من سنوات مرت وهو يحلم بهذا اليوم!

هو يحتضنها وهي تحتضنه أكثر.

رأيتها وهي تربت على ظهره، كأنها تهمس بيدها،

تقول يدها، "اهدأ انا هنا، بجانبك،

لن أرحل،

فقد انتظرت هذا اليوم 

مثلما انتظرته انت."

هو يزيد في احتضانها، هو يحتضنها بقوته،

وهي تحتضنه بحنيتها.

انها لحظة سعادة صافية،

لا أحد يتذكر الماضي،  

والمستقبل لن يحدث أبدًا،

انها لحظة. لحظة واحدة فقط.

قال الشيخ الحكيم، "الابدية لحظة واحدة!"

تستمر الرقصة،

تقول الاغنية، "كلي يريد كلِك"

All of me wants all of you.

وتقرأ الأغنية من حركاتهما معًا.

لا تحتاج أن تفهم الكلام الأجنبي، فما يقوله المغني بمصاحبة الموسيقي،

يقوله صديقي وهو يرقص.

حينئذ حدث شيئًا عجيبًا.

توقف الزمن،

 تمامًا،

حتى تشعر انه مرت ملايين السنوات،

 منذ ان كانت الذرات تتفجر ليبدأ هذا الكون،

the big bang

 الي ان تهدأ جميع الذرات عندما تفرغ طاقة الكون.

. Known as heat death

تنتهي الرقصة الأولي.

ويرجع الزمن الذي يبدو غريبًا جدًا، ثقيلًا جدًا.

أشعر بثقل جسدي، ألاحظ عودة حواسي، تعود الساعة للحركة.

بعدما توقفت.

أجد وجهي مبلل بالدموع،

دموع فرحة هادئة دافئة! 

ومثلما فتحت عيناي،

فتح عينه،

ليلاحظ انه يوجد أناس هنا وهناك،

ترك لحظته،

ترك أبديته،

ليبحث بيديه عن يديها، ليجدها تبحث بدورها عن يديه،

نظر اليها وطمأنته عينيها انها ههنا، بجانبه،

مثلما قضوا الأبدية سويًا في رقصتهما الأولي،

سيقضون سنواتهم في هذا الزمن سويًا.

من قال ان الأبدية تأتي بعد الزمن، بل الزمن جزء من الأبدية.

دخلت معهم الابدية وفرحت 

ورجعت الي الواقع 

لأجد أناس حولي 

لم يكن أحد بجانبي.

ارتجفت

علت الأصوات، اراهم فرحين، وافرح لفرحتهم.

لكن برودة الجو.

رباه! هل كان الجو باردًا هكذا قبلًا؟

وتزداد ضربات قلبي، 

إنهم يرقصون على موسيقي مطعمة بصوت ضربات قلبي،

ويجتمع الناس.

فأنشغل.

وارجع مرة ثانية لتلك الابتسامة اللازمة في تلك المواقف الاجتماعية.

لا يدرك من حولي الرحلة التي ذهبوا اليها، وذهبت انا معهم متطفلًا. 

لا يدركون لماذا ارتجف.

"بردان؟"

أجبت بهدوء ماسحًا دموعي.

"شوية."