Thursday, December 13

يوناثان

اغمض عيني اراك
تجلسين هناك
الشمس ساطعة علي وجهك
الهواء منعش بارد
اسمعك تتكلمين عن حب يوناثان لداود
احبه لأنه انتصر علي جليات
جليات ساقط علي الأرض وداود واقف جنبه
لا يصدق نفسه، هل حقا انتصرت علي هذا العملاق؟!
انا الضعيف الصغير الأصغر بين اخوتي
انا الراعي محب الحيوانات
انا البسيط عازف القيثار المتأمل في الحقول الخضراء
بعيدا عن الصخب بعيدا عن الضوضاء.

فكر داود في هذا
لم يدرك أن يوناثان خلفه
ينظر إليه غير مصدق عينيه
هل حقا انتصر هذا الراعي علي هذا المقاتل،
يوناثان يعرف انه ابن الملك
وأنه الملك القادم
قرر أن يكون داود رجله الخاص
طيب و نقي و قوي و حازم و يثق في الله

احب يوناثان داود
فاحبه داود
احبه داود جدا
داود رأي مستقبله مع يوناثان
تقبل هديته فرحا

يعلم داود أنه الممسوح
لكنه ظن أن يكون ممسوحا وبجانبه يوناثان
لهما نفس القلب و الحلم والفكر

هرب داود من وجه شاول
و لم يترك يوناثان أهله و مملكته

من يترك قصر الملك ليكون مع راعي غنم رقيق القلب وحازم

بكي داود و بكي وبكي وبكي
بكي داود
ظل أسيرا لفكر ضعف
تركه يوناثان تماما
تركه كما تركتيني
تاه داود
غير عقله من فرط الضغط و التعب و الخوف
غير عقله
غير عقله مفتقدا يوناثان
الذي يحبه
كما انا مفتقدك!

تلاقت عيني بعينك ظننت أن الزمن توقف
و إن يوناثان لم يترك داود
و القصة اكتملت هادئة وبسيطة،
صليت الا افارقك
لكن الشمس غابت و انت تنهين كلامك 
غابت الشمس غيابها الحزين
تزداد برودة الهواء
بغياب الشمس
و تتأكد أن قصة داود و يوناثان
انتهت كقصتنا
بجلوس داود حزينا غير مصدقا غياب حبيبه عنه

دعوني اخبركم سرا
لم يغير داود عقله هربا من شاول
بل تغير عقله
و شتان الفارق بين هذا و ذاك

دعوني اخبركم عما مر بي
فما قد مررت به مر به داود
تغير عقلي عندما غربت الشمس
و غاب دفء الانتصار
و يدي ارتعشت من برودة مسيرتي وحيدا فخرت
و غاب عقلي عني
و غبت انا في برودة الجو
وما زلت في مكان ما في أعماقي
احلم بألا يترك يوناثان داود

بالا يترك يوناثان داود ليرحل
كما تركتيني

No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');