Sunday, May 3

الإنسان ودوره (منظور إلهي)

وقف التلاميذ أمام معلمهم، وقالوا له، "علمنا كيف نصلي؟"
فعلمهم، " قولوا.....واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضا لمن أساء علينا ...."
وبعد أن فرغ من تعليمهم، استطرد وقال، "تذكروا إنه إن غفرتم للناس زلاتهم، سيغفر لكم أبوكم الذي في السماوات."
وسكت قليلا، ثم أكمل، "دعوني أؤكد لكم هذه المعلومة وأحب أن أتأكد من أنكم فهمتوا، هل فهمتموني؟"
فأجابوا، "نعم فهمنا!"
فأكمل وقال، "دعوني أؤكد، إن لم تغفروا للناس زلاتهم، فلن يغفر أبوكم السماوي."
تعجب التلاميذ، ليس من طبع المعلم هذا التأكيد على أمر ما، كما أنه ليس مثلا، لكنها معلومة واضحة، وأمر، ونهي في ذات الوقت!
 --
حين أسترجع هذه القصة أجد تأكيد من يسوع غريب، ليست هذه عادته.
ولا أقرأها إنها تتكلم فقط على الغفران!
بل أكاد أقرأها هكذا، (إن فعلتم سيفعل بكم، وإن لم تفعلوا فتأكدوا إنه لن يفعل بكم).
أكاد أتأكد إن هذا كان فكره، عندما قال في مرة أخرى، " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،  لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ."
هنا يضع الإنسان (إن جاز التعبير) مسئول مسئولية كاملة عن تصرف الله تجاهه! In Charge
وهذه الفكرة مرعبة جدا، إن (أنا  = تصرف الله)
وكلمة إزداد فهمك لله، ستتغير طريقة تعاملك مع الامور!!
دعني أصيغ الجملة بطريقة أخرى، "لن تفهم من تعبد إلى أن تعمل أعماله."
لن تختبر جملة (الله غفر ذنبك)، إلى أن (تغفر للآخرين).
لأنك أنت = تصرف إلهك!
هذا ما يجعل، فعل الإنسان الزمني له مردود أبدي.

لكن هناك عدو خفي، يستخدمه الشيطان، قائلا، "تصيران مثل الله!"
مع إنهما على صورة الله! وما زالت الذات تصارع أن تأخذ مكان الله من هذا الوقت.
لتحل محل الله، محاولة أن تطرد الله من عرشه، وتعفيه من دوره.
وتعريف إتباع الذات هي أن أبدأ بالتصرف بعيدا عن هذه الفكرة (فكرة أن أعمالي لها تأثير أبدي)! فأبدأ أن أتصرف بثقة معتمدا إما على نجاحات سابقة، أو اقتنعات شخصية.
فيصبح الآنسان في لحظة ما، الممتحن والممتحن. The examiner and the examinee.
فهو يضع الامتحان، والتوقعات من نفسه، ثم عندما يمتحن، يعطي أعذار لنفسه، ويعطي درجة لنفسه تناسبه وتريح ضميره.
يحذر الكتاب بعنف من هذا الأمر، "القلب أخدع من كل شئ!" و "هل رأيت رجلا حكيم في عين نفسه؟ الرجاء بالجهل خير من الرجاء به!"
ومن خبرتي البسيطة جدا في الحياه، وجدت الخطاة والضعفاء، أفضل في كثير من الأحيان، ممن يدعون الفضيلة ويحبون الخدمة.
لأنه يوجد رجاء في الجاهل.

وأرجع ثانية لموضوع، فعل الإنسان الزمني وتأثيره الأبدي. 
قال يسوع، "لكي يروا أعمالكم الصالحة فيمجدون أباكم الذي في السماوات!!"
قال يسوع أيضا، "كونوا قديسين كما أن أباكم قدوس."
دعوني أتجرأ في أن أقول هذا، (وهذا مجرد رأي). سامحوني إن كنت أخطأت في هذه الفكرة.
أكاد أسمع يسوع يقول، "كن إله، كن الله، كن ممثلا لي!"
أعرفه وتصرف كما يليق به، وتصرف ما يجعله يستعلن لك وبك.
قد كتبت قبلا عن الإنسان وتميزه الشديد في هذا الرابط

لا تغلق باب قلبك وتكلمني عن "تحنن الأب السماوي"
لا تسكت وتكلمني عن "الله المتكلم."
لا تكلمني عن العشور، قبل أن تختبر، أن تأخذ أنت العشر وتعطي الباقي له، (أستخدم منطق، إن كنت سأغفر حتى يغفر لي، فينبغي أن أخذ العشر حتى أفهم ما تعنيه هذا!) .
أنا لا أعظ أحد، أنا أكلم ذاتي.
هل تريد فرصة ثانية في الحياة؟ أعطي لأحد فرصة أخرى!!
كن الله في الحياه، كن غفور، ستار، حليم، محب. كن مبهج، كن مفرح، كن محيي.
كن صديقا، كن بسيطا.
تحنن، تحنن، تحنن
لأنه، "بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ."

الذي يقول أنتظر دعوة من الله،
لا تنتظر، كن اليوم قديس وكفى... كن سفيرا.. كن إلها..
إفهم من أنت، وما دورك، وما حدود سلطانك.

قبل أن أختم، عجيب تواضع الله وسلطانه.
عجيب هو في كل ما يفعل.
عظيم في جرأته، أن يجعلني أنا الحقير شريك في فهمه.
عجيب تجسده، وعجيبة هي طفولته.
وأعجب شئ، على الإطلاق، عجيب إحترامه للإنسان.
ثقته في الإنسان، وسروره الموضوع في الإنسان..
وأجد نفسي مجبرا على إحترام الإنسان واحترم ضعفهم.
لأن إن رأي الملك "أن هذا حسن جدا"  فمن أنا لأقلل من شأن الإنسان. ومن حسن الإنسانية.

وهذا الموضوع مقدمة، لموضوع أخر. 
الإنسان ووجوده (منظور بشري)

No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');