Monday, April 21

ملخص أربع سنوات.

حوالي ٢٠٠٠ عام قبل الميلاد، حلم فرعون حلما، ٧ بقرات سمان خرجوا من النهر. وتبعهم ٧ بقرات هزال التهمت السمان وهي لا تزال هزيلة!
انزعج فرعون من هذا الحلم وسأل كل سحرة مصر انذاك لعل أحد يجيب بمعنى الحلم.
لم يعرف أحد إلا يوسف الذي كان في السجن، وقال هوذا سبع سنين شبع يتبعها ٧ سنين جوع، حتي تنسى الأرض إنه كان هناك شبع يوما ما.

لم يكن أول شهور في سنة ٢٠١٠ جيدة؛ بل كانوا مملوءين ضعفا وحيرة. ولكن ما حدث معي في باقي السنة، جعلني أشكر الله جدا على نعمه في هذه السنة. من مايو إلى ديسمبر. ٧ أشهر من النعمة الخالصة. اختبرت "هوذا الكل قد صار جديدا."
وبدأ عام ٢٠١١، وفي ساعاته الأولى استيقظت مصر على نبأ تفجير كنيسة في الاسكندرية، وقتل العشرات، أصيب المئات.
الله وحده العالم بمقدار الألم الذي اعتصر قلبي من هذا العمل. تشائمت تماما من عام ٢٠١١. كأن فرعون أدرك إن السبع شهور الخير قد مضوا. ولم تمض ٣ أسابيع حتى قامت الثورة المصرية، ومررنا بسنة من اصعب السنين. حتى أن كل خير وبركة تبخروا. ٨ شهور من الجوع في حياتي الشخصية (من يناير إلى أغسطس). حتى ظننت أنها الحياة ولا مفر فيها من الجوع والفشل.

لكن الله كلي النعم، واهب الخير والرحمة له خططه وافكاره، لأن من عرف فكر الرب ومن صار له مشيرا. بداية من الشهر الثامن من عام ٢٠١١، أعطاني الرب فرصة جديدة، هذه المرة ليست ٧ شهور شبع، ولكنها كانت كحضور حفلة موسيقية، تعزف فيها الموسيقى الخلابة، تجلس لا تفعل شيئا لتنظر وتسمع وتستمتع. تدرك أن الموسيقى هي غذاء الروح ويتجدد إيمانك بالجمال، وتتمنى أن يستمر الجمال إلى الأبد.
سافرت كثيرا من شهر سبتمبر  ٢٠١١ إلى شهر مارس  ٢٠١٢.
نظرت وتعلمت، وإزداد وعيي فهمي للامور. لكن هذه السبعة شهور كانت كحضور حفلة موسيقية،لكن ليست الحياة أن تحيا لتسمع وتستمتع بالموسيقى فقط (حتى وإن كنا نأمل هذا). وانتهت الحفلة في مارس الذي فيه ذكرى عيد ميلادي. لأقضي عيد ميلادي الرابع والعشرون بمفردي تماما، كما لم أفعل في حياتي!
أدركت وأنا راجع لبيتي، إني لم أكن أفهم أن الحياة بمرها حلوها تختلف عن قضاء وقت في الحفلة بهدوئها وجمالها. وتمنيت بسذاجة الأطفال أن يستمر الحفل وتصبح الحياة حفل دائم.
لا أعرف إن كان أحد مر قبلا بمثل هذا الإحساس الخانق، الذي يصاحب إنتهاء فلم جميل أو حفلة مبهرة، أو أخر يوم في رحلة صغيرة للاستجمام على شاطئ بحر وتكتشف إنه حان الوقت لتعد حقائبك لترجع إلى بيتك. وان هذه البهجة هي مؤقتة، إنك مازلت تعيش في الحياة بمشاكلها ومتاعبها.
هذا ما حدث معي في مارس ٢٠١٢، إنتهت الرحلة وحان وقت رجوعي إلى منزلي.
لا شيء يذكر حدث معي إلى نهاية ٢٠١٢. إنها رتابة الحياة، بنجاحاتها وإخفاقاتها اليومية.
لكنها في مجملها لطيفة هادئة.

كنت في عام ٢٠١٣ مشغول، لا أفعل شئ إلا العمل. ازددت طموحا لتحقيق المزيد. قد قلت لزميل قبلا "النجاح مؤلم كالفشل، يجعلك عاجزا ملتزما لست متحكما في حياتك. لقد رأيت الكثير ممن يتألمون في الحياة، تألمهم نتيجة إنهم أصبحوا بمستوى معين من النجاح."
ومع بداية ٢٠١٤ أصبحت حقا لا أفعل شئ إلا العمل. 

صليت صلاة، يا رب لا تسمح أن أنساك. 
يا رب لا تضيع عملك الذي قد أبتدئثه. 

وقد أستجاب، فمن يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن لديه. 
وكما فعل الرب بي في عام ٢٠١٠ أن جعل الكل جديدا. 
هكذا فعل الرب في ٢٠١٤. أراني إن ما كان جديدا أصبح قديما بل عتيقا وغير قابل للإصلاح!! كما لو كان طعاما وانتن!
وأراني كيف إني ارتضيت أن استرجع ما كان يحتاج لتجديد وإصلاح.
أراني بشاعة أن يرجع الكلب إلى قيئه.

لكن يا لنعمة الله!
إنها غير مشروطة، لكنها غير ملزمة، إن رفضتها تفقدها. 
لا يوجد ضمان لنعمة الله إلا أن تريدها وتطلبها. ولا نعمة بلا زيادة إلا التي بلا شكر. وما نشكر عليه هو ما نظنه مهما لنا. 
أنت لا تشكر على ما لا تريده. فانت لا تشكر مثلا على الذباب في الجو.
كذلك نعمته إن لم تشكر عليها، فأنت تؤكد إنك لا تريدها. 

تعلمت إني لن أفقد النعمة إلا إذا طلبت وسعيت أن أفقدها.

تعلمت أيضا ما قد تعلمته إنه حق، إن الله صالح. 

أعرف إنني خاطئ وكاذب. 
لكني واثق في رحمته ونعمته.

ملخص الشهور الأولى في عام ٢٠١٤ إنها تسديد ثمن ما كسرته بيدي. 
حتى ترجع معرفتك بنفسك مرة أخرى. 
حتى إذ صار الكل جديدا مرة أخرى (كما يتحتم أن يحدث بالرجاء)، أحترس. لأنه مع بقاء وعد ورجاء مبني على الوعد. يوجد غضب.  ولأذكر نفسي " وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا."

كنت فقط أفكر مع نفسي، واسترجع الأحداث التي مرت بي.

هذه المقالة "public confessions ". حينما كنت  مع نفسي ثاني يوم عيد القيامة. 

سي أس لويس يقول : " أليس عجيبا أنه لا فرق بين يوم والاخر، لكن عندما تنظر إلى الصورة كلها تدرك إن كل شئ قد تغير كليا."

No comments:

Post a Comment

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');