Sunday, December 13

قصص الحب،

قصص الحب،
أعظم المروى عنها قصص الأمل و الشوق،
أن يكون المحب بعيد عن محبوبه ويشتاق اليه
يرسل له خطاب، "أنتظرني سأعود اليك. مهما باعدت بنا الأيام."
لكن أجمل القصص من الواقع، هي قصص اصرار على أن نكمل المسيرة معًا،
"أنا بجانبك و لن أتركك، في السراء والضراء، حينما أخور أتشدد عندما أراك بجانبي، أتشدد من أجلك وبسببك."
وبالرغم أن القصص الأجمل في واقع الحياة هي هذه التي تحتوي على صبر ورجاء واحترام وطول اناة. الا ان اغلب القصص المرواة هي قصص اللهفة و الشوق والحنين والخطابات واللقاءات السرية بعيدًا عن أعين الناس.
مما يدفعني للتساؤل عن القصص الحقيقية في الحياة.
ولا سيما القصص الايمانية، والشهادات Testimonies .
عن الايمان بالله، عن هؤلاء الرجال الصالحين، وعن تلك الأيام العظيمة، وأيام الحرب و السلم.

علمتني الحياة الا اصدق كل شيء.

القصص الحقيقية مؤلمة، طويلة، بلا موسيقى تصويرية،
بلا روائي يسرد القصة ويحلل المواضيع ويوضحها للمستمع.
أحداث القصص الحقيقية مبهمة وغير مترابطة، معلوماتها ناقصة مشوهة.
القصص الحقيقية تحتوى على unidentified unclear emotions
unsettled truth, and conflicts between the perspectives of the characters.
You can never point a finger and tell this is the ultimate truth of what happened. 
Everything is relative.

الحياة ببساطة لا تتوقف بل لا تلتفت لتوضح اي شيء.
لا يتوقف الزمن من أجل أي مشهد، لا تدعك الحياة تلتقط انفاسك، انها لا تكترث يا صديقي.
أي كان الحدث سعيدًا أم حزينًا
قصة استيقاظ أب من النوم مفزوع عند سماع صراخ ابنه.
أول تثاؤب لطفلك بين يديك.
أو زوجة تنام وحيدة وتعلم أن زوجها في حضن أخرى.

دعني أشارككم بيوم من أيامي،

ها يوم طويل مر، دفنت صديق لي، عريس جديد. زوجته وأخته متألمين أشد الألم، لكنه لا يُقارن بألم أمه عليه.
أذكرها وحيرتها عن مصير ابنها عندما كان في المستشفى، تتسائل ماذا أصابه.
يبدو على وجهها امارات التجاهل Denial، "لن يموت ابني"
 و الأشد قسوة من تجاهلها، أملها.
الأمل سُم دوائي يجب استخدامه بحكمة، الإكثار منه مؤذي.
قالت، "لن يتركنا الله"،  يمسك المصحف وهو على سرير مرضه، في مواجهة المرض،
لن يدير الله ظهره،
 شدة و ستزول. ظنوا أن خلاصه أكيد، فقد دعونا الله،
ابتلاء من الله، "عشان هو طيب"
شجعنا أنفسنا بالأمل والرجاء،
وما وقود الأمل الا الإيمان بالله!
جمينا مؤمنين، ونعمة بالله.
تلك كان الجو العام في المستشفي.

 تدعو الله قائلة:
"يا أرحم الراحمين ارحمنا 
وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا
 ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.
اللهم يامن لا يرد سائله ولا يـُخيِّب للعبد رجاءه إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة.
فالدعاء للمريض يغير الأقدار (رابط)


ولكن، مات صديقي يوم أربعاء.
الايمان بالله وقضاءه!

هل تعلم يا صديقي ما العجيب في هذه القصة؟
أنك ستتصور أن الأمل سيتوقف، وأننا سنكون أكثر حكمة حين نقترب من كأس الأمل مرة أخرى.
لكن هيهات، و لا سيما في مجتمع لا يتغذي الا على الأمل، يرفض ويحتقر الواقع، و يذيل كل شئ بعبارتين من كثر تكرارهما لم يعدا يعنيان أي شئ، "الحمدلله" و"إن شاء الله".
الأمل يبدأ في الدخول لمنطقة محاطة بالقدسية والحذر!
أنه في مكان أفضل، (هكذا يتكلم الجميع)، في الجنة ان شاء الله.
آجدني محتارا جدا من كم اليقين، لكنه الأمل. 
وقف واحد داخل القبر وشجع الناس علي قراءة سورة من سور القزآن لتضيف نور عل الراحل داخل القبر. 
وبالرغم من تأكدنا ويقيننا الكامل أنه لا يوجد سورة يمكن أن نتلوها الآن من الممكن ان تضيف نور علي اي امر عملي في حياتنا، لكن ثقتنا بلا حدود انه في العالم الاخر تستجاب الصلاة بشكل افضل واوضح. 

الذي يجعل هذا الامر أكثر غرابة هو انه حتي أشد الناس الذين ينكرون وجود الله، يتغير لسانهم عند مشهد الموت، يتغير تعريفهم للامور، ، يصبح الكلام عن الغيبيات اسهل،  

one of the most famous phrases even in the western communities is REST IN PEACE, which make me question as well, are you sure what you are hoping for?
From where did you get this faith to discuss that peace is what a person wants or aims after his death. 
I am aware that it is only nice polite sentence, but my question remains the same, why we all agreed that it is acceptable to wish someone after his death to rest in peace. 


قصة صديقي، بدأت وأنتهت.
تظن الأم ان العالم سيتوقف للحظة للتأمل لكم الوجع الذي تمر به نتيجة فقدان ابنها الوحيد، الذي حملت به ٩ أشهر. و ربته ٢٤ عامًا وزوجته. لكن لم يتوقف الكون.
تذكرناه يومين، خُيم على العمل جو حزين جدا لمدة يومين!
و في ثالث يوم، سُمعت أول ضحكة في المكاتب،
كانت ضحكة قصيرة، خجولة، حرِجة.
أستقبلناها بمزيج من الشوق للضحك والاحساس بالذنب.
وبدأت الضحكات والأبتسامات الحذرة!
فنحن مجتمع محافظ، رأي الناس مهم جدًا! ولكن الحي أبقى من الميت!
لكن بعد مرور يومين أخريين، عاد العمل لطبيعته، وكأن ما كان لم يكن.

حينما أمر علي مكتبه يغامرني شعور من شعورين، أفتقده ولكن للأسف لا يوجد وقت لاستثمره في تذكره والبكاء عليه.
أجدني أفكر، إن كنت أنا الذي رحل!
سيحدث كما حدث لصديقي.
ثم أفكر أيضا، ماذا سيكون احساسي ان كنت مكان الأم، إن فقدت أكثر انسان عزيز عليَّ.

كل هذا يضيف عليَّ جو قاتم شديد القتامة، أجدني أحاول لاهثًا ان اجعل لحياتي قيمة قبل ان ارحل!

ماذا او كيف سيتذكرك الناس عندما ترحل من الحياة!
لكن في داخلك تعلم انهم لن يتذكروك اكثر من بضعة ايام وعلي اقصي تقدير اسبوع، طبعا باستثناء العلاقات شديدة القرب. يكون تأثير الفراق في بعض الاحيان قاصي الي درجة تشويه الشخصية.
لي قريبة فقدت شخصيتها تقريبا بعد ان مات زوجها!
تغيرت بحيث لم تعد ابدا كما كانت.

ما الذي يدفعك لفعل الصواب، سؤال علي الرغم من بساطته الا انه شديد التعقيد، بل اتجرأ واقول انه نسبي جدا جدا!
لماذا لا تقتل عدوك اوتسرق ما يمكنك سرقته!
لماذا!


انا اكتب في هذه المقالة لمدة اسبوعين،
و دعوني اعترف ان افكاري غير مرتبة، و ليس عندي اي استنتاج من اي نوع،
و اعرف اني لربما لن اعود الها ثانية، فعادة لا ارجع الي عمل انتهيت منه،
،و هذا السبب وحده هو الذي يؤكد انني لن انهي ابدا الكتاب الذي بدأته،
لربما اغلب حياتي امور مفتوحة، لم تنتهي بعد. لذلك سانشر المقالة الان كأنها انتهت ، علي امل ان اعود اليها.



من التحرير الي الأزهر

 كنت اتمشي في التحرير مساءا،

الجو باردا ليلا..
سمعت همس خلفي خافت هاديء.
لم انزعج، التفتُ بهدوء.
كان طفلا ماسكا يد امه، يمشي خلفي.
لم اتبين عمره..
لكن علي الارجح اقل من ٣ سنوات..
سعيد بمهارته في المشي علي قدميه (زيه زي الكبار)


كان كأنه يناديني ،
التفت اليه وابتسمت له.
اتكسف..
اخفي وجهه خلف امه.
ثم نظر اليها، فابتسمت له ابتسامة هادئة..
ليس فيها ذرة لوم بل مليئة بالحب و التشجيع؛
ان يكتشف..

اخرج وجهه من خلف امه
وابتسم لي، ابتسامة الاطفال الساحرة..
نظرت انا لأمه كأني استأذنها في اللعب معه.
ابتسمت لي ابتسامة هادئة..
ليس فيها ذرة تشكيك مليئة بالثقة في الانسانية..
لاعبته بوجهي دون ان اتوقف؛
pikaboo


ابتسم لي و ضحك واختفي خلف امه مرة ثانية..
ونظر لأمه ليكتسب من اطمئنانها لي، اطمئنانه.
ذلك الخزي الصحي.
ان يعرف حدوده،
لن يطمئن لغريب لا تثق فيه امه.
هكذا ادرك بفطرته، ان امه تحميه.
لن تسمح لشخص ان يأذي ابنها..

نظرت أمه له مرة اخري بابتسامتها الهادئة.
فلاعبني و لاعبته ..
استطيع ان اجزم انه هو من كان يلاعبني ..
يضحك هو، فاضحك أنا..
اخفي وجهي خلف يديا ويخفي وجهه خلف امه.
دون ان يترك يدها.
ينظر لها من فترة لاخري ليطمئن انها مطمئنة.
وتطمئنه .

استمرينا في اللعب لفترة
الشمس ساطعة و نحن تحت ظلال الاشجار
صوت العصافير الهاديء يطمئننا..
لا توجد اصوات سيارات مزعجة و لا عوادمها الخانقة..
ظللنا علي هذا الحال فترة
ماسكا في يد امه.

توقفت للحظة، توجست ان اكون مسببا عطلة للام في مشوارها.
نظرت لها متمنيا الا اكون اخرتها !!
لم اجدها
ونظرت للطفل
لم اجده !!
الم تكن الشمس ساطعة حين كنت الاعبه؟!
الم تكن العصافير مغردة بين اغصان الاشجار؟!

وجدت نفسي في الازهر،
القاهرة الفاطمية، مباني تعود لالف عام.
الجو باردا ليلا ..
نظرت الي جامع الازهر.
وقفت امامه؟!
ألم اكن في التحرير، كيف وصلت الي هنا!


تسائلت علي الزمن، هل انا في عام ٢٠٢٠ ام في عام ١١٠٠ (عندما بُني جامع الازهر) ؟!
هل الجو باردا؟! اذا لماذا اجد نفسي متعرقًا؟
اكان الطفل موجودا حقا ؟! لماذا انا سعيد هكذا !!
متيقن ان الاطفال يدخلون السرور لقلوبنا اكثر مما ندخله نحن اليهم..

كانت لحظة و لا اي لحظة!!!
امتزج فيها الوعي مع اللا وعي؛
الزمن مع اللا زمن؛
الواقع مع ما وراءه؛
برودة ليل الشتاء مع دفء شمس الربيع.
صوت العصافير الهادئة مع ضوضاء التكاتك!!
انها لحظة.

الطفل ناداني لاعبني
و لاعبته؛
هو من ادخل السرور لقلبي
بمسكه يد امه؛ بثقته في أمه.
خزيه الصحي تواصل مع ضعفي الداخلي !
his healthy shame connected with my inner weaknesses and insecurities..
اخرجني من الزمن و المكان؛
بثقته في حماية امه..


حين استرجع هذا الموقف..
اتذكر وجه الطفل
و لا اتذكر من امه الا يدها التي تسنده و ابتسامتها له اولا
و لي ثانيا.
فتأثير الأم دائما حاضرا في أي مشهد في الحياة.
ان وثق فيها الولد نما.. و ان خاف منها بهت وخفت..
ربما وُجد هذا الطفل داخلي و ليس خارجه..
ربما كنت هذا الولد..
لا أعرف، فلم أكن في هذا العالم،
كنت في عالمه هو (عالم الطفل الذي ناداني) و في زمنه..
ألذي هو عالم غير الذي انا فيه الآن..

Tuesday, December 1

ألمسيني

 روحي تتوق الي اللمس 

ستسير بلا هوادة 

تحتاج الي من يلمسها 

عندما أكون روح من سيلمسني! 

ضعي أصابعك  علي جبيني 

لا تحركيهما 

فقط اتركيهم هناك 

لربما تنتقل حرارة يدك الي روحي 

و لربما تهدا قليلا من ارتعاشها 

لربما تهدأ قليلا 

لربما تهدأ 

لا تديري وجهك عني 

تنفسي 

و دعي الهواء الخارج منك يلمس وجهي 

لربما تدفأ قليلا 

لربما تدفأ من أنفاسك 

ساغمض عيناي قليلا 

أرجوك لا تتركيني ان أغمضت عيناي 

ان أردت ان تستريحي

اغمضي عيناك 

 سيؤلمني ان استيقظت و انا نائم علي رجليك 

لأجد عينيك مجهدتان من قلة النوم 


سامحيني 

فقدرك الي الان ان تكوني معي 

اصلي ان أكون قدرك أبدا 

ليس فقط في هذه الحياة 

بل الي الحياة الآخري 

لألمس جبينك 

و أتنفس و أنا ناظر الي وجهك

و رأسك على رجلي .. 

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');