Saturday, October 17

ابني

first collaborate
بدأت الكلام ، و سألتني بعين مستهجنة 
"إنت هاتهرج ؟
لم أجبها بل شرعت مستمرا فيما أفعل، الجو عام مقبول حار لكن غير رطب 

سألتها مرة أخرى ماذا تريدني أن أكتب 
إبتسمت و ساكت 

أخبرني ماذا كنت تنوي أن تكتب عنه 

الوقت كان بعد العشاء، والمكان داخل حجرتنا، أنا و زوجتي جالسين  أمام التلفاز.
"ما بك؟ " سألت زوجتي ، فانتبهت لدخول إبني متباطئ وبعين حزينة، كنت جالسا مسترخيا عيني مفتوحة وذهني ساكت.

"اظن اني رأيت عفريتا في الغرفة".

ابتسمت من برائته ولكنها لم تبتسم
كانت زوجتي قد اشتكت قبلا من ان ابننا يتخيل اشياء و لا يقول الصدق.

ما شدني هي عينيه الناعستين المتحيرتين و لم اتبين ان كان يتكلم بالصدق ام لا، لكن الامر الاكيد انه متحير.
"لا يوجد شيء في الحجرة، متي تتوقف عن فعل مثل هذه الامور"
 عجبت من رد فعلها
نظر الي نظرة المستغيث بعينيه الواسعتين التي احب النظر اليها، ارتأيت ان اقوم له. احتضنه وامسكته وخرجنا سويا من الغرفة.
"هل تود بعض الماء؟" اجبني بايماءة بسيطة برأسه.

دخلنا حجرته وتركته بعدما قبلته والتفت الي ابنتي النائمة الحالمة الهادئة، تشبه كثيرا امها، كم احبها في تعاملها مع اخيها، أظن ان وجدها مستيقظة لربما لم يأتي الينا.

رجعت لزوجتي سألتني "أنام؟"
شعرت بايماءة ابني علي وجهي.
لا اعرف ان اخذتها منه ام ورثها عني. عجيب امر اولادنا لا نعرف في كثير من الأحيان ان كانوا هم من يأثروا فينا ام نحن من نأثر فيهم.

سألتها، "هل نستطيع ان نفهم ما يجول في اذهانهم؟"
لم تجبني بل سكتت، لربما شعرت بلوم في كلامي. النساء والاطفال ، رباه لما دائما الامر صعبا.

" لا" تعجبت من ردها المتأخر
" لا اعرف ما يجول في ذهنه ابدا، طالع لأبوه. هل تظن اني لا اهتم بما يدور في ذهنه."
عجبت من سؤالها ومن كم الافتراضات في موقف صغير كهذا ان هذا الامر لم يخطر في ذهني.

فنحن لا نعرف ما دار في ذهن ابننا، ولا انا اعرف ما دار في ذهنها، و ها هي ترد مدافعة عن نفسها علي اتهام لم يخطر في بالي.

لا اعرف ربما كل ما في الامر اني أردت ان استعيد بعض من ملامح الخيال الطفولي، تصورت دائما ان جزء من تربية الاطفال هو استعادة جزء من طفولتنا المسروقة في عالم لا يحتمل طفولتنا.
كل منا يتبارى في اعطاء ابنه حقه في الطفولة وحمايته اطول وقت ممكن.

قاطعت تفكيري متسائلة ، " هل تظن اني لا اهتم بما يدور في ذهنه! “
" اعرف انك متعبة، فتكرار الاطفال متعب."
نظرت الي آملة ان اعني ما اقول.

كم اود ان اكون افضل ام، لكن ابنك يتخيل كثيرا، و لا يقول الصدق."
ابتسمت لها وادركت انها فقط متعبة. لا يحق لي ان اعترض علي اسلوبها، فهي تقضي معهم اضعاف ما اقضي، و تري منهم ما لا اري.

قبلتها وشكرتها فابتسمت راضية.
عطشت، فقمت لأشرب ثم مررت علي غرفة اولادي.
لم اجده علي سريره بل بجانب اخته ماسكا يدها بكلتا يديه، فأدركت انه اي كان ما يقول عن هذا العفريت الذي في الغرفة فهو يشعر به.
رجعت حجرتي لاجد مشاعر الطفل داخلي خائف من ان اكون ازعجت زوجتي بسؤالي.
وحين قلت لها، "تصبحي علي خير" مسكت يدي بكلتا يديها...




x

function excerpt_read_more_link($output) { global $post; return $output . ' Read More...'; } add_filter('the_excerpt', 'excerpt_read_more_link');